طلب نتنياهو ابعاد صائب عريقات عن المفاوضات

م الله- معا- هل يدفع رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، د.صائب عريقات، ثمن تسريب الوثائق الخاصة بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني- الاسرائيلي الى قناة الجزيرة التي قامت بنشرها على حلقات؟!.عريقات قال بوضوح، اليوم،" اذا ثبت ان الوثائق جرى تسريبها من دائرة المفاوضات فانني ساكون الشخص الوحيد الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الموضوع باعتباري المسؤول عن هذه الدائرة، عملية تسريب هذه الوثائق هي قضية امن قومي وطني وهي جريمة ساتحمل عواقبها انا لوحدي اذا تثبت انه جرى تسريبها من دائرة المفاوضات"، موضحا ان لجنة التحقيق العليا الفلسطينية سوف تعلن نتائج التحقيق خلال الايام القليلة المقبلة بهذا الخصوص.ورغم حديث عريقات عن تلك الوثائق باسهاب في عملية شرح تفصيلية عن مفاصل ما يصفه بالتزييف والتزوير والتحريف لبعض النقاط او الاجتزاء في فقرات اخرى من قبل الجزيرة، الا انه كشف خلال لقاء صحفي مع ممثلي عن وسائل الاعلام والمجتمع المدني، عن ان الامر قد يكون ابعد من قضية الوثائق حيث اشار ان الرئيس المصري، حسني مبارك، نقل حديثا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لدولة مصر سبقت زيارة الرئيس محمود عباس وعدد من الشخصيات القيادية لمصر، تضمن طلبا من نتنياهو بابعاد صائب عريقات عن المفاوضات اذا ما اراد الجانب الفلسطيني تحقيق السلام؟!.واوضح عريقات ان هذا الحديث الذي تحدث به الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس محمود عباس بخصوصي، تم بحضور رئيس كتلة فتح البرلمانية والناطق الرسمي باسم السلطة الوطنية نبيل ابو ردينة.ورغم ان عريقات يظهر بمظهر المتماسك والشخصية القوية القادرة على التحدث بطلاقة وثقة كعادته، الا ان تفاصيل ملامحه وعيونه تكشف عن مقدار تاثره الشخصي والانساني بما حدث في قضية تسريب الوثائق، حيث حرص اكثر من مرة على الاعتذار للشعب ولكل مواطن فلسطيني في كل دول العالم عن الضرر الذي لحق بهم جراء عملية التحريف والتزييف لهذه الوثائق وتداعيات ذلك ومساسها بالكرامة الوطنية لكل الفلسطينيين اينما تواجدوا.وقال مخاطبا كل الفلسطينيين"عليكم ان ترفعوا رأسكم لفوق لان القيادة لن تخذلكم او تفرط بحقوقنا الوطنية رغم انها صمدت اكثر من 18 عاما من المفاوضات والسيف كان على رقابنا حتى تم ايقاف المفاوضات قبل عامين والموقف الفلسطيني ثابت".واضاف "يوجد محاولات لاضعافنا وممارسة الظلم بحقنا رغم اننا اوقفنا المفاوضات وعرينا وعزلنا نتنياهو لكنه بعد التسريبات بدا بمحاولة عزلنا نحن اصحاب الحق"، وقال عريقات بلغة المتسائل" لمصلحة من يتم ذلك بحقنا؟".وكشف عريقات عن ان القيادة الفلسطينية كانت بصدد طرح قضية الاستيطان على مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي وقبل بدء الحملة التي شنتها فضائية الجزيرة بحقنا، الامر الذي دفع القيادة لتاجيل هذا الامر لحين انتهاء الازمة وتلافي الضرر الذي الحقه تسريب الوثائق بشعبنا.واشار عريقات الى ان ذلك ترافق مع بدء تحرك من قبل قيادات حماس على المستوى السياسي بما في ذلك اعادة احياء وثيقة احمد يوسف التي تتحدث عن قبول حماس للدولة المؤقتة.وقال عريقات "على الجميع ان يعلم أن اللعب على الثقيل في المنطقة"، مشددا على ان فلسطين ستكون على الخارطة العالمية لاننا كفلسطينيين لن نذوب.واضاف " لو جمع الامريكيون كل قوتهم العسكرية وفرق الكوماندوز الخاصة بهم لن يستطيعوا فعل شيء بعيد عن حقيقة ان فلسطين يجب ان تكون على الخارطة الدولية كدولة فلسطينية "، مشددا على انه لا يمكن العودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان واقرار نتنياهو واسرائيل بمبدأ حدود 1967 التي يجب ان تقام عليها دولتنا الفلسطينية .ويعتبر عريقات من الشخصيات السياسية الفلسطينية البارزة التي ذاع صيتها في تولي مهام المفاوضات السياسية مع الجانب الاسرائيلي، حيث يؤكد عريقات بانه مفاوض سياسي وليس صاحب قرار سياسي وان مهمته هي المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي في حين ان المستوى السياسي الرسمي هو الذي يتخذ القرار السياسي.وشدد عريقات على انه لم يشارك بالمطلق باية اجتماعات امنية وان جميع الوثائق الامنية ليست موجودة لدى دائرة المفاوضات بل موجودة لدى الجهات الامنية المختصة.وحسب ما اكده عريقات فانه نجح على مدار سنوات من بناء كوادر فلسطينية مدربة على ادارة الملفات المفاوضات بطرق علمية وقادر على احداث اختراقات نوعية وجوهرية في المواقف السياسة الصعبة، لكنه في المقابل لا يخف انزعاجه الكامل مما احدثته عملية التسريب لهذه الوثائق حيث ان ثبوت ان هذه الوثائق جرى تسريبه من دائرة شؤون المفاوضات سيكون لها انعكاسات مباشرة على قرار عريقات بخصوص توليه مثل هذا المنصب سيما انه اعلن انه الشخص المسؤول عن ذلك في حال ثبوته